الاستثمار في المواهب الشابة- مستقبل كرة القدم السعودية المشرق

أكد الإسباني سيرجيو بيرناس، المدير الفني للمنتخب السعودي تحت 19 عامًا، على الأهمية القصوى للاستثمار المتواصل في المواهب الشابة السعودية، مشيرًا إلى أن المملكة ستحصد ثمار هذا الاستثمار الاستراتيجي إذا ما استمرت في دعم وتطوير هذه المواهب الواعدة.
وفي تصريحات خاصة لـ "الاقتصادية"، أوضح بيرناس أن الاستثمار في المواهب الشابة يمثل ركيزة أساسية لبناء مستقبل مشرق لكرة القدم السعودية، مؤكدًا أن النجاح المنشود يتوقف على الالتزام بخطة طموحة طويلة الأجل تتضمن عدة عناصر حيوية، في مقدمتها الاستثمار المالي المستدام والمتواصل في برامج التطوير والبنية التحتية والمبادرات الكروية المختلفة، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة متينة للمواهب من خلال تطوير البرامج والأكاديميات والمؤسسات الشعبية المعنية برعاية المواهب المحلية الشابة وصقل مهاراتها، فضلاً عن خلق بيئة تنافسية محفزة تضمن للمواهب الشابة خوض منافسات قوية على المستويين المحلي والدولي، بما يسهم في تطوير مهاراتهم وقدراتهم الفنية والبدنية، مع أهمية الموازنة بين الاعتماد على المواهب المحلية والاستفادة من الخبرات الأجنبية، وتبادل المعرفة بشكل مستمر لتحقيق الإثراء والتطور المنشودين.
وأردف قائلاً: "إن استثمار المملكة العربية السعودية في مواهب كرة القدم الشابة يمثل قرارًا صائبًا يهدف إلى بناء مستقبل كروي مستقر ومزدهر على المستوى التنافسي، وهو ما سينعكس إيجابًا على أداء المنتخبات الوطنية والأندية السعودية على المديين المتوسط والطويل، وإن الزيادة الملحوظة في الاستثمار في الأكاديميات ومراكز التدريب وبرامج التدريب المختلفة تُظهر نتائج مبشرة بالفعل، وأعتقد جازمًا أن السعودية تسير بخطى ثابتة نحو تطوير جيل من اللاعبين رفيعي المستوى القادرين على تمثيل الكرة السعودية خير تمثيل في المحافل الدولية خلال السنوات القليلة المقبلة".
وأشار بيرناس إلى أن "هناك العديد من المواهب السعودية الواعدة التي تمتلك الطموح والإصرار على الانطلاق والعمل الجاد والمنافسة في الأندية الأوروبية الكبرى، فكل جيل يزخر بمجموعة من المواهب المتميزة القادرة على الانتقال إلى أوروبا والاندماج في الأندية الأوروبية لتطوير مستواها وإظهار قدراتها وإمكاناتها الكروية، والاتحاد السعودي لكرة القدم يبذل جهودًا مضنية لدعم هذه المشاريع الطموحة، ومديرنا الرياضي القدير ناصر لاركيت يعمل بدأب واجتهاد على هذه الأنواع من المشاريع بهدف الارتقاء بمستوى لاعبي كرة القدم السعوديين وتمكينهم من تحقيق طموحاتهم".
وبخصوص أهدافه مع المنتخب السعودي، أوضح بيرناس: "بعد سنوات طويلة من العمل مع المنتخبات الوطنية المختلفة بمختلف فئاتها السنية، اكتسبت فهمًا عميقًا للاعب السعودي وطريقة تفكيره، وطموحي الأسمى اليوم مع المنتخب الوطني السعودي هو الارتقاء بمستوى الأداء والتنافسية على المستوى الدولي، بالإضافة إلى تطوير جيل من اللاعبين القادرين على تشكيل فريق متماسك يتميز بالانضباط التكتيكي، واللياقة البدنية العالية، والصلابة الذهنية اللازمة لمواجهة التحديات الصعبة والمنافسة على أعلى المستويات في البطولات الكبرى مثل كأس آسيا وكأس العالم وغيرها من البطولات الدولية المرموقة، مع التركيز بشكل خاص على اكتشاف وتطوير المواهب الشابة، ودمجها في صفوف المنتخب الوطني، وضمان مستقبل مشرق ومستدام لكرة القدم السعودية".
وحول تجربة الإنجليزي ستيفن جيرارد مع نادي الاتفاق، علق بيرناس الذي سبق له تدريب فريق الاتفاق في موسم 2018-2019، قائلاً: "لا شك أن انضمام أسطورة كرة القدم ستيفن جيرارد إلى نادي الاتفاق كان بمثابة صفقة من العيار الثقيل أحدثت نقلة نوعية في مسيرة النادي، ورغم ما يتمتع به جيرارد من خبرة واسعة وسمعة عالمية كلاعب، إلا أن الانتقال إلى دوري جديد يزخر بالتحديات ليس بالأمر الهين، وأعتقد أن مشروع جيرارد كان له العديد من المزايا والإيجابيات، وعلى رأسها تعزيز مكانة النادي على الساحة الكروية وتحسين بنيته الداخلية، وهو ما انعكس إيجابًا على مرافقه وخدماته، ورفعه إلى مصاف الأندية الكبيرة، والجميع يعلم أن نجاح المدربين في عالم كرة القدم يُقاس بالنتائج في المقام الأول، وأن المشاريع والتكيفات تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين، وهو أمر صعب للغاية بالنسبة إلى أي مدرب، نظرًا للضغوط الكبيرة والتوقعات العالية بتحقيق النتائج الفورية، ولكنني أعتقد أن وصول جيرارد إلى النادي قد أحدث نقلة نوعية حقيقية وحسّن من مستوى الفريق، وهذا أمرٌ يستحق التقدير والإشادة".